أقلِّي عليَّ اللَّومَ
أقلِّي عليَّ اللَّومَ يا ابنةَ نوفلِ = فما أنا عن آلام قومي بغافِل
تُخوِّفني زَوجي الحتوفَ كأنَّما = سُكوتي يَقيني اليومَ لُقيا المَهاوِلِ
وباكيةٌ تَخشى عليَّ مِن الأذى = وقائلةٌ ودِّع بلادَ المهازل
وهازئ مِن دَمعِ الرثاءِ لأمَّتي = وقائلُ دَعْ عنكَ الهُمومَ وغازِلِ
يقول: نريدُ الشِّعرَ ريانَ ناضِرًا = فدَعْ عنكَ شِعرَ الراثياتِ الذَّوابلِ
وما ليَ لا أرثي مَفاخرَ أمَّتي = بدمعٍ جَرى دمًا، ومُقلةِ ذابلِ
وما ليَ لا أَرثي، وكُنا بدورَها = إذا ما دَجى الدنيا ظلام المجاهل
ومِنا شُموسُ الصبحِ، والأرض تَستَضِي = ومِنا بدورِ الحُسنِ مثلُ القَنادلِ
فتحنا ربوع الأرض بالحق والهُدى = فقامَ بنا العَرْشُ العَظيمُ الحَمائلِ
وخاطَبَ مِنَّا المَلْكُ مُزنًا رواحلاً = تَطيرُ إلى وادٍ بعيدِ المنازلِ:
ألا أيها السُّحْبُ الرواحلُ أَمطِري = بأيِّ بلادِ الله يَحصدْكِ ناجلي
وقد كانت العلياءُ ملْءَ يَمينِنا = نجود بفضْلٍ مِن عَظيمِ النَّوائلِ
سبقنا الدنا مجدًا وعزًّا ورفعة = ونِلْنا عُيونَ الحُسنِ بين الأَماثِلِ!
فما ليَ لا أبكي بأطْلال أمَّتي = وأُلقي المَراثي بالدموع الهَواطِلِ؟!
*****
وهبتُ يراعيَ للجِهاد، وليتَني = أقوم بحقِّ اللهِ في كلِّ نازِلِ
لأنصرَ مَظلومًا، وأقصِمَ ظالمًا = وأُوقِظَ مَن قد نامَ نَوم الغَوافلِ
ولا خيرَ في الأَشعارِ إنْ لم تَؤُزَّنا = إلى الحقِّ، أو تُزهِقْ ضلالةَ باطِلِ