أين أنتِ؟!

أين أنتِ..

يا شفائي وضيائي؟!
مِن عذاب مسَّ قلبي..

مِن فَجيعات المساءِ؟!
أين أنتِ..

والصَّحاري قاحلاتٌ..
يا مَعينًا سلسلًا فيه رَوائي!
أين أنتِ..

مِن هموم جاثماتٍ

تَحطِم القلب، وتَسري بالبلاءِ؟!

أين أنتِ..
يا سُروري

من دموع الحزن؟

مِن هذا الشَّقاءِ؟!

مِن بلايا مُسرعاتٍ حوَّمتْ

أقبلَتْ بالبؤسِ نَحوي، يا هنائي؟!

والدموع الكُثْر سالتْ، رغم عَيني..
علَّها تغسل شيئًا مِن عنائي!

لم أجد للهمِّ دفعًا..
غير دمع العين يَجري، ودعائي!

أين أنتِ، يا حياتي..
مِن حياة مسَّها الحزن

فلاذتْ بالبكاءِ؟!

أيُّ دربٍ أسلك اليوم، وقد

أظلمت في الدرب أرواح الضياءِ؟!

مَن دليلي؟!

في طريقٍ عمَّه الصمتُ فلا

أسمع اليوم مجيبًا للنداءِ!

غيرَ صوت القلبِ يَسري مُثقلًا

يَحضن الليل، ويَخشى مِن فناءِ!

أين أمضي، والمَسا قد حاطَ قلبي

بالدُّموع والهُمومِ والبَلاءِ؟!

أين أمضي، والملاذ اليوم أنتِ..
يا ملاذي - بعد ربي - وغَنائي

مَن سواكِ اليوم يحنو..
يَضمُمُ القلبَ إليه، يا شِفائي؟!

مَن سواكِ اليوم أنتِ..
يُلهمُ القلب بصيصًا مِن ضياءِ؟!

مواضيع تهمك